إعراب الآية 100 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 247 - الجزء 13.
(وَرَفَعَ) الواو عاطفة ورفع ماض فاعله مستتر (أَبَوَيْهِ) مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة على ما سبق (عَلَى الْعَرْشِ) متعلقان برفع (وَخَرُّوا) ماض وفاعله والجملة معطوفة (لَهُ) متعلقان بخروا (سُجَّداً) حال (قالَ) الجملة مستأنفة (يا) للنداء (أَبَتِ) منادى منصوب لأنه مضاف لياء المتكلم المحذوفة (هذا) الها للتنبيه وذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ (تَأْوِيلُ) خبر والجملة مقول القول كجملة النداء (رُءْيايَ) مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر والياء مضاف إليه (مِنْ قَبْلُ) متعلقان بحال محذوفة (قَدْ) حرف تحقيق (جَعَلَها رَبِّي) ماض ومفعوله وفاعله المؤخر المرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه (حَقًّا) صفة لمفعول مطلق محذوف أو حال والجملة حال من رؤياي (وَقَدْ) الواو حالية وقد حرف تحقيق (أَحْسَنَ) ماض فاعله مستتر يعود إلى ربي والجملة في محل نصب على الحال (بِي) متعلقان بأحسن (إِذْ) ظرف زمان متعلق بما قبله (أَخْرَجَنِي) ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مضاف إليه لإذ (مِنَ السِّجْنِ) متعلقان بأخرجني (وَجاءَ) ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة (بِكُمْ) متعلقان بجاء (مِنَ الْبَدْوِ) متعلقان بجاء (مِنْ بَعْدِ) متعلقان بحال محذوفة (أَنْ) حرف مصدري (نَزَغَ الشَّيْطانُ) ماض وفاعله والجملة مضافة لبعد (بَيْنِي) ظرف مكان والياء مضاف إليه (وَبَيْنَ) معطوفة على بيني (إِخْوَتِي) مضاف إليه والياء مضاف إليه (إِنَّ رَبِّي) إن واسمها والياء مضاف إليه (لَطِيفٌ) خبر والجملة مقول القول (لِما) ما موصولية متعلقان بلطيف (يَشاءُ) الجملة صلة (إِنَّهُ) إن واسمها (هُوَ) ضمير فصل أو مبتدأ (الْعَلِيمُ) خبر المبتدأ والجملة خبر إن (الْحَكِيمُ) خبر ثان أو هما خبران لإن إذا كان الضمير هو ضمير فصل.
والعرش : سرير للقعود فيكون مرتفعاً على سوق ، وفيه سعة تمكن الجالس من الاتّكاء . والسجود : وضع الجبهة على الأرض تعظيماً للذات أو لصورتها أو لذِكرها ، قال الأعشى:
فلما أتانا بُعيد الكَرى ...
سَجدنا له ورفَعْنا العَمَار ... وفعله قاصر فيعدى إلى مفعوله باللام كما في الآية .
والخرور : الهوي والسقوط من علو إلى الأرض .
والذين خروا سُجداً هم أبواه وإخوته كما يدل له قوله : { هذا تأويل رؤياي } وهم أحد عشر وهم : رأوبين ، وشمعون ، ولاوي ، ويهوذا ، ويساكر ، وربولون ، وجاد ، وأشير ، ودان ، ونفتالي ، وبنيامين . و { الشمس } ، و { القمر } ، تعبيرهما أبواه يعقوب عليه السلام وراحيل .
وكان السجود تحية الملوك وأضرابهم ، ولم يكن يومئذٍ ممنوعاً في الشرائع وإنما منعه الإسلام لغير الله تحقيقاً لمعنى مساواة الناس في العبودية والمخلوقية . ولذلك فلا يعدّ قبوله السجودَ من أبيه عقوقاً لأنه لا غضاضة عليهما منه إذ هو عادتهم .
والأحسن أن تكون جملة { وخروا } حالية لأن التحية كانت قبل أن يرفع أبويه على العرش ، على أن الواو لا تفيد ترتيباً .
و { سجدا } حال مبيّنة لأن الخرور يقع بكيفيات كثيرة .
والإشارة في قوله : { هذا تأويل رؤياي } إشارة إلى سجود أبويه وإخوته له هو مصداق رؤياه الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً سُجداً له .
وتأويل الرؤيا تقدم عند قوله : { نبئنا بتأويله } [ سورة يوسف : 36 ].
ومعنى قد جعلها ربي حقا } أنها كانت من الأخبار الرمزية التي يكاشِف بها العقل الحوادث المغيبة عن الحس ، أي ولم يجعلها باطلاً من أضعاث الأحلام الناشئة عن غلبة الأخلاط الغذائية أو الانحرافات الدماغية .
ومعنى { أحسن بي } أحسن إليّ . يقال : أحسن به وأحسن إليه ، من غير تضمين معنى فعل آخر . وقيل : هو بتضمين أحسن معنى لطف . وباء { بي } للملابسة أي جعل إحسانه ملابساً لي ، وخصّ من إحسان الله إليه دون مطلق الحضور للامتيار أو الزيادة إحسانين هما يوم أخرجه من السجن ومجيء عشيرته من البادية .
فإن { إذْ } ظرف زمان لفعل { أحسن } فهي بإضافتها إلى ذلك الفعل اقتضت وقوع إحسان غير معدود ، فإن ذلك الوقت كان زمنَ ثبوت براءته من الإثم الذي رمته به امرأة العزيز وتلك منة ، وزمنَ خلاصه من السجن فإن السجن عذاب النفس بالانفصال عن الأصدقاء والأحبّة ، وبخلطة من لا يشاكلونه ، وبشْغله عن خلوة نفسه بتلقي الآداب الإلهية ، وكان أيضاً زمن إقبال الملك عليه . وأما مجيء أهله فزوال ألم نفساني بوحشته في الانفراد عن قرابته وشوقه إلى لقائهم ، فأفصح بذكر خروجه من السجن ، ومجيء أهله من البدوِ إلى حيث هو مكين قويّ .
وأشار إلى مصائبه السابقة من الإبقاء في الجبّ ، ومشاهدة مكر إخوته به بقوله : { من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي } ، فكلمة { بعد } اقتضت أن ذلك شيء انقضى أثره . وقد ألم به إجمالاً اقتصاراً على شكر النعمة وإعراضاً عن التذكير بتلك الحوادث المكدرة للصلة بينه وبين إخوته فمرّ بها مرّ الكرام وباعدها عنهم بقدر الإمكان إذ ناطها بنزغ الشيطان .
والمجيء في قوله : { وجاء بكم من البدو } نعمة ، فأسنده إلى الله تعالى وهو مجيئهم بقصد الاستيطان حيث هو .
والبَدْو : ضد الحضر ، سمي بَدواً لأن سكانه بادُون ، أي ظَاهرون لكل واردٍ ، إذ لا تحجبهم جدران ولا تغلق عليهم أبواب . وذكر { من البدو } إظهار لتمام النعمة ، لأن انتقال أهل البادية إلى المدينة ارتقاء في الحضارة .
والنزغ : مجاز في إدخال الفساد في النفس . شُبه بنزغ الراكب الدابّة وهو نخسها . وتقدم عند قوله تعالى : { وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ } في سورة الأعراف ( 200 ).
وجملة إن ربي لطيف لما يشاء } مستأنفة استئنافاً ابتدائياً لقصد الاهتمام بها وتعليم مضمونها .
واللطف : تدبير الملائم . وهو يتعدّى باللام على تقدير لطيف لأجل ما يشاء اللطف به ، ويتعدى بالباء قال تعالى : { الله لطيف بعباده } [ الشورى : 19 ]. وقد تقدم تحقيق معنى اللطف عند قوله تعالى : { وهو اللطيف الخبير } في سورة الأنعام ( 103 ).
وجملة إنه هو العليم الحكيم } مستأنفة أيضاً أو تعليل لجملة { إن ربي لطيف لما يشاء }. وحرف التوكيد للاهتمام ، وتوسيط ضمير الفصل للتقوية .
وتفسير { العليم } تقدم عند قوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم } في سورة البقرة ( 32 ). والحكيم } تقدم عند قوله : { فاعلموا أن الله عزيز حكيم } أواسط سورة البقرة ( 209 ).
المصدر : إعراب : ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي