إعراب الآية 101 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 247 - الجزء 13.
(رَبِّ) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب لأنه مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة والياء المحذوفة مضاف إليه وجملة النداء ابتدائية (قَدْ) حرف تحقيق (آتَيْتَنِي) ماض وفاعله ومفعوله والنون للوقاية (مِنَ الْمُلْكِ) متعلقان بآتيتني (وَعَلَّمْتَنِي) ماض وفاعله ومفعوله والنون للوقاية والجملة معطوفة (مِنْ تَأْوِيلِ) متعلقان بعلمتني (الْأَحادِيثِ) مضاف إليه (فاطِرَ) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب (السَّماواتِ) مضاف إليه (وَالْأَرْضِ) معطوفة على السموات (أَنْتَ) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (وَلِيِّي) خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة (فِي الدُّنْيا) متعلقان بوليي أو بحال محذوفة (وَالْآخِرَةِ) معطوف على الدنيا (تَوَفَّنِي) فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة والنون للوقاية والياء في محل نصب مفعول به (مُسْلِماً) حال منصوبة (وَأَلْحِقْنِي) فعل دعاء وفاعله مستتر تقديره أنت والنون للوقاية والياء في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة (بِالصَّالِحِينَ) الصالحين مجرورة بالياء لأنها جمع مذكر سالم ومتعلقان بألحقني.
أعقب ذكر نعمة الله عليه بتوجهه إلى مناجاة ربه بالاعتراف بأعظم نعم الدنيا والنعمة العظمى في الآخرة ، فذكر ثلاث نعم : اثنتان دنيويتان وهما : نعمة الولاية على الأرض ونعمة العلم ، والثالثة : أخروية وهي نعمة الدين الحق المعبر عنه بالإسلام وجعل الذي أوتيه بعضاً من الملك ومن التأويل لأن ما أوتيه بعض من جنس الملك وبعض من التأويل إشعاراً بأن ذلك في جانب مُلك الله وفي جانب علمه شيء قليل . وعلى هذا يكون المراد بالمُلك التصرف العظيم الشبيه بتصرف المَلِك إذ كان يوسف عليه السلام هو الذي يُسير المَلك برأيه . ويجوز أن يراد بالمُلك حقيقته ويكون التبعيض حقيقياً ، أي آتيتني بعض المُلك لأن المُلك مجموع تصرفات في أمر الرعية ، وكان ليوسف عليه السلام من ذلك الحظُّ الأوفر ، وكذلك تأويل الأحاديث .
وتقدم معنى تأويل الأحاديث عند قوله تعالى : { ويعلمك من تأويل الأحاديث } [ يوسف : 6 ] في هذه السورة .
وفاطر السماوات والأرض } نداء محذوف حرف ندائه . والفاطر : الخالق . وتقدم عند قوله تعالى : { قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض } في سورة الأنعام ( 14 ).
والولي : الناصر ، وتقدم عند قوله تعالى : { قل أغير الله أتخذ ولياً } في سورة الأنعام .
وجملة { أنت ولي في الدنيا والآخرة } من قبيل الخبر في إنشاء الدعاء وإن أمكن حمله على الإخبار بالنسبة لولاية الدنيا ، قيل لإثباته ذلك الشيء لولاية الآخرة . فالمعنى : كن وليي في الدنيا والآخرة .
وأشار بقوله : { توفني مسلما } إلى النعمة العظمى وهي نعمة الدين الحق ، فإن طلب توفّيه على الدين الحق يقتضي أنه متصف بالدين الحق المعبر عنه بالإسلام من الآن ، فهو يسأل الدوام عليه إلى الوفاة .
والمسلم : الذي اتصف بالإسلام ، وهو الدين الكامل ، وهو ما تعبّدَ اللّهَ به الأنبياء والرسل عليهم السلام . وقد تقدم عند قوله تعالى : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } في سورة آل عمران ( 102 ).
والإلحاق : حقيقته جعل الشيء لاَ حقاً ، أي مُدركاً من سبقه في السّيْر . وأطلق هنا مجازاً على المَزيد في عداد قوم .
والصالحون : المتصفون بالصلاح ، وهو التزام الطاعة . وأراد بهم الأنبياء . فإن كان يوسف عليه السلام يومئذٍ نبيئاً فدعاؤهُ لطلب الدوام على ذلك ، وإن كان نُبّىء فيما بعد فهو دعاء لحصوله ، وقد صار نبيئاً بعد ورسولاً .
المصدر : إعراب : رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض