إعراب الآية 113 من سورة الشعراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الشعراء : عدد الآيات 227 - - الصفحة 372 - الجزء 19.
(إِنْ) نافية (حِسابُهُمْ) مبتدأ والهاء مضاف إليه (إِلَّا) أداة حصر (عَلى رَبِّي) متعلقان بالخبر والياء مضاف إليه (لَوْ) أداة شرط غير جازمة (تَشْعُرُونَ) الجملة ابتدائية وجواب لو محذوف
إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) والقصر في قوله : { إن حسابهم إلا على ربي } قصر موصوف على الصفة ، والموصوف هو { حسابهم } والصفة هي { على ربّي } ، لأن المجرور الخبرَ في قوة الوصف ، فإن المجرورات والظروف الواقعة أخباراً تتضمن معنى يتصف به المبتدأ وهو الحصول والثبوت المقدر في الكلام بكائن أو مستقِر كما بيّنه علماء النحو . والتقدير : حسابهم مقصور على الاتصاف بمدلول { على ربّي } . وكذلك قدّره السكاكي في «المفتاح» ، وهو قصر إفراد إضافي ، أي لا يتجاوز الكون على ربي إلى الاتصاف بكونه عليَّ . وهو رد لما تضمنه كلام قومه من مطالبته بإبعاد الذين آمنوا لأنهم لا يستحقون أن يكونوا مساوين لهم في الإيمان الذي طلبه نوح من قومه .
وقوله : { لو تشعرون } تجهيل لهم ورغمٌ لغرورهم وإعجابهم الباطل . وجواب { لو } محذوف دل عليه ما قبلَه . والتقدير : لو تشعرون لشَعَرْتُم بأن حسابهم على الله لا عليَّ فَلَمَا سألتمونيه . ودَل على أنه جهَّلَهم قولُه في سورة هود ( 29 ) { ولكني أراكم قوماً تجهلون }
هذا هو التفسير الذي يطابق نظم الآية ومعناها من غير احتياج إلى زيادات وفروض .
والمفسرون نحَوْا منحى تأويل الأرذلون } أنهم الموصوفون بالرذالة الدنية ، أي الطعن في صدق إيمان من آمن به ، وجعلوا قوله : { وما علمي بما كانوا يعملون } تبرُّؤاً من الكشف على ضمائرهم وصحة إيمانهم . ولعل الذي حملهم على ذلك هو لفظ الحساب في قوله : { إن حسابهم إلا على ربي } ، فحملوه على الحساب الذي يقع يوم الجزاء وذلك لا يثلج له الصدر .