القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 19 سورة الإسراء - ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا

سورة الإسراء الآية رقم 19 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 19 من سورة الإسراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الإسراء : عدد الآيات 111 - - الصفحة 284 - الجزء 15.

﴿ وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا ﴾
[ الإسراء: 19]

﴿ إعراب: ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ﴾

(وَمَنْ) الواو عاطفة من اسم شرط جازم مبتدأ (أَرادَ) ماض فاعله مستتر (الْآخِرَةَ) مفعول به (وَسَعى) الواو عاطفة وماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر (لَها) متعلقان بسعى (سَعْيَها) مفعول مطلق والجملة معطوفة والها مضاف إليه (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) الواو حالية ومبتدأ وخبر والجملة حالية أو اعتراضية (فَأُولئِكَ) الفاء رابطة للجواب أولاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب والجملة في محل جزم جواب الشرط (كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) كان واسمها وخبرها والجملة خبر المبتدأ أولئك وجملة فعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 19 - سورة الإسراء

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

والاختلاف بين جملة { من كان يريد العاجلة } وجملة { ومن أراد الآخرة } بجعل الفعل مضارعاً في الأولى وماضياً في الثانية للإيماء إلى أن إرادة الناس العاجلة متكررة متجددة . وفيه تنبيه على أن أمور العاجلة متقضية زائلة ، وجعل فعل إرادة الآخرة ، ماضياً لدلالة المضي على الرسوخ تنبيهاً على أن خير الآخرة أولى بالإرادة ، ولذلك جردت الجملة من ( كان ) ومن المضارع ، وما شرط في ذلك إلا أن يسعى للآخرة سعيها وأن يكون مؤمناً .

وحقيقة السعي المشي دون العَدْوِ ، فسعي الآخرة هو الأعمال الصالحة لأنها سبب الحصول على نعيم الآخرة ، فالعامل للصالحات كأنه يسير سيراً سريعاً إلى الآخرة ليصل إلى مرغوبه منها . وإضافته إلى ضمير الآخرة من إضافة المصدر إلى مفعوله في المعنى ، أي السعي لها ، وهو مفعول مطلق لبيان النوع .

وفي الآية تنبيه على أن إرادة خير الآخرة من غير سعي غرور وأن إرادة كل شيء لا بد لنجاحِها من السعي في أسباب حصوله . قال عبد الله بن المبارك:

تَرجو النجاة ولم تَسلُك مسالكها...

إن السفينة لا تجري على اليَبَس ... وجملة { وهو مؤمن } حال من ضمير { وسعى }. وجيء بجملة { وهو مؤمن } اسمية لدلالتها على الثبات والدوام ، أي وقد كان راسخ الإيمان ، وهو في معنى قوله : { ثم كان من الذين آمنوا } [ البلد : 17 ] لما في ( كان ) من الدلالة على كون الإيمان ملكة له .

والإتيان باسم الإشارة في فأولئك كان سعيهم مشكوراً } للتنبيه على أن المشار إليهم جديرون بما سيخبر به عنهم لأجل ما وُصفوا به قبل ذِكر اسم الإشارة .

والسعي المشكور هو المشكور ساعيه ، فوصفه به مجاز عقلي ، إذ المشكور المرضي عنه ، وإذ المقصود الإخبار عن جزاء عمل من أراد الآخرة وسعى لها سعيها لا عن حسن عمله لأنه قسيم لجزاء من أراد العاجلة وأعرض عن الآخرة ، ولكن جعل الوصف للعمل لأنه أبلغ في الإخبار عن عامله بأنه مرضي عنه لأنه في معنى الكناية الراجعة إلى إثبات الشيء بواسطة إثبات ملزومه .

والتعبير ب { كان } في { كان سعيهم مشكوراً } للدلالة على أن الوصف تحقق فيه من قبل ، أي من الدنيا لأن الطاعة تقتضي ترتب الشكر عاجلاً والثواب آجلاً . وقد جمع كونه مشكوراً خيرات كثيرة يطول تفصيلها لو أريد تفصيله .

قراءة سورة الإسراء

المصدر : إعراب : ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا