إعراب الآية 20 من سورة الإسراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الإسراء : عدد الآيات 111 - - الصفحة 284 - الجزء 15.
(كُلًّا) مفعول به مقدم لنمد (نُمِدُّ) مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة (هؤُلاءِ) ها للتنبيه أولاء اسم إشارة في محل نصب بدل من كلا (وَهَؤُلاءِ) معطوف على هؤلاء (مِنْ عَطاءِ) متعلقان بنمد (رَبِّكَ) مضاف إليه والكاف مضاف إليه.
(وَما) الواو عاطفة وما نافية (كانَ عَطاءُ) كان واسمها (رَبِّكَ) مضاف إليه والكاف في محل جر بالإضافة (مَحْظُوراً) خبر كان والجملة معطوفة على ما سبق.
تذييل لآية { من كان يريد العاجلة إلى آخرها } [ الإسراء : 18 ].
وهذه الآية فذلكة للتنبيه على أن الله تعالى لم يترك خلقه من أثر رحمته حتى الكفرة منهم الذين لا يؤمنون بلقائه فقد أعطاهم من نعمة الدنيا على حسب ما قدر لهم وأعطى المؤمنين خيري الدنيا والآخرة . وذلك مصداق قوله : { ورحمتي وسعت كل شيء } [ الأعراف : 156 ] وقوله فيما رواه عنه نبيُّه إن رحمتي سبقت غضبي .
وتنوين { كلا } تنوين عوض عن المضاف إليه ، أي كل الفريقين ، وهو منصوب على المفعولية لفعل { نمد }.
وقوله : { هؤلاء وهؤلاء } بدل من قوله : { كلا } بدل مفصل من مجمل .
ومجموع المعطوف والمعطوف عليه هو البدل كقول النبي صلى الله عليه وسلم «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» . والمقصود من الإبدال التعجيب من سعة رحمة الله تعالى .
والإشارة ب { هؤلاء } في الموضعين إلى من كان يريد العاجلة ومن أراد الآخرة . والأصل أن يكون المذكور أولَ عائداً إلى الأول إلا إذا اتصل بأحد الاسمين ما يعين معاده . وقد اجتمع الأمران في قول المتلمس :
ولا يقيم على ضَيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوَتد
هذا على الخسْف مربوط برُمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
والإمداد : استرسال العطاء وتعاقبه . وجعل الجديد منه مدداً للسالف بحيث لا ينقطع .
وجملة { وما كان عطاء ربك محظوراً } اعتراض أو تذييل ، وعطاء ربك جنس العطاء ، والمحظور : الممنوع ، أي ما كان ممنوعاً بالمرة بل لكل مخلوق نصيب منه .
المصدر : إعراب : كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا