إعراب الآية 32 من سورة الرعد - إعراب القرآن الكريم - سورة الرعد : عدد الآيات 43 - - الصفحة 253 - الجزء 13.
(وَ لَقَدِ) الواو حرف قسم واللام واقعة في جواب قسم وقد حرف تحقيق وجملة القسم مستأنفة (اسْتُهْزِئَ) ماض مبني للمجهول (بِرُسُلٍ) سد مسد نائب الفاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم (مِنْ قَبْلِكَ) متعلقان بصفة لرسل (فَأَمْلَيْتُ) الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة (لِلَّذِينَ) موصولة متعلقان بأمليت (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة بثم (فَكَيْفَ) الفاء حرف عطف وكيف خبر مقدم لكان (كانَ عِقابِ) كان واسمها والجملة معطوفة
عطف على جملة { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } [ سورة الرعد : 31 ] الخ ، لأن تلك المُثُل الثلاثة التي فرضت أريد بها أمور سألها المشركون النبي استهزاءً وتعجيزاً لا لترقب حصولها .
وجاءت عقب الجملتين لما فيها من المناسبة لهما من جهة المُثل التي في الأولى ومن جهة الغاية التي في الثانية .
وقد استهزأ قوم نوح به عليه السلام { وكُلّما مَرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه } [ سورة هود : 38 ] ، واستهزأت عاد بهود عليه السلام { فأسقِط علينا كِسْفاً من السماء إن كنتَ من الصادقِين } [ سورة الشعراء : 187 ] ، واستهزأت ثمود بصالح عليه السلام { قال الملأ الّذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة } [ سورة الأعراف : 66 ] ، واستهزأوا بِشُعيْب عليه السلام { قالوا يا شُعيب أصلواتك تأمُرك أن نتْرك ما يَعبد آبَاؤنَا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرشيد } [ سورة هود : 87 ] ، واستهزأ فرعون بموسى عليه السلام { أم أنا خير من هذا الّذي هو مَهين ولا يكاد يبين } [ سورة الزخرف : 43 ].
والاستهزاء : مبالغة في الهَزْء مثل الاسْتسْخار في السخرية .
والإملاء : الإمهال والتركُ مدة . ومنه واهجرني ملياً . وتقدم في قوله تعالى : { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم } في [ سورة الأعراف : 182 ].
والاستفهام في فكيف كان عقاب للتعجيب .
و عقاب أصله عقابي مثل ما تقدم آنفاً في قوله : وإليه متاب }.
والكلام تسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ووعيد للمشركين .
المصدر : إعراب : ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان