القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 34 سورة مريم - ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون

سورة مريم الآية رقم 34 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 34 من سورة مريم - إعراب القرآن الكريم - سورة مريم : عدد الآيات 98 - - الصفحة 307 - الجزء 16.

﴿ ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ ﴾
[ مريم: 34]

﴿ إعراب: ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ﴾

(ذلِكَ) ذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (عِيسَى) خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة مستأنفة (ابْنُ) بدل من عيسى (مَرْيَمَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (قَوْلَ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره قلت (الْحَقِّ) مضاف إليه (الَّذِي) اسم موصول في محل جر صفة للحق (فِيهِ) متعلقان بيمترون (يَمْتَرُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 34 - سورة مريم

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) اعتراض بين الجُمل المقولة في قوله : { قال إني عَبْدُ الله } [ مريم : 30 ] مع قوله : { وإن الله ربي وربكم } [ مريم : 36 ] ، أي ذلك المذكور هو عيسى ابن مريم لا كما تزعم النصارى واليهود .

والإشارة لتمييز المذكور أكمل تمييز تعريضاً بالرد على اليهود والنصارى جميعاً ، إذ أنزله اليهود إلى حضيض الجناة ، ورفعه النصارى إلى مقام الإلهية ، وكلاهما مخطىء مبطل ، أي ذلك هو عيسى بالحق ، وأما من تصفونه فليس هو عيسى لأن استحضار الشخص بصفات غير صفاته تبديل لشخصيته ، فلما وصفوه بغير ما هو صفته جُعلوا بمنزلة من لا يعرفونه فاجتلب اسم الإشارة ليتميز الموصوف أكمل تمييز عند الذين يريدون أن يعرفوه حق معرفته . والمقصود بالتمييز تمييز صفاته الحقيقية عن الصفات الباطلة التي ألصقوها به لا تمييزُ ذاته عن الذوات إذ ليست ذاته بحاضرة وقت نزول الآية ، أي تلك حقيقة عيسى عليه السلام وصفته .

و { قَوْلُ الحقّ } قرأهُ الجمهور بالرفع ، وقرأه ابن عامر ، وعاصم ، ويعقوب بالنصب؛ فأما الرفع فهو خبرٍ ثاننٍ عن اسم الإشارة أو وصف لعِيسى أو بدل منه ، وأما النصب فهو حال من اسم الإشارة أو من عيسى . ومعنى { قَولَ الحقّ } أن تلك الصفات التي سمعتم هي قول الحق ، أي مَقول هو الحق وما خالفها باطل ، أو أن عيسى عليه السلام هو قول الحق ، أي مقول الحق ، أي المكون من قول ( كُن ) ، فيكون مصدراً بمعنى اسم المفعول كالخلق في قوله تعالى : { هذا خلق الله } [ لقمان : 11 ].

وجَوّز أبو علي الفارسي أن يكون نصب { قَولَ الحقّ } بتقدير : أحُقُّ قولَ الحق ، أي هو مصدر مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب بفعل محذوف وجوباً ، تقديره : أحُقّ قولَ الحق . ويجوز أن يكون { قَولَ الحقّ } مصدراً نائباً عن فعله ، أي أقول قول الحق . وعلى هذين الوجهين يكون اعتراضاً . ويجوز أن يكون { قَولَ } مصدراً بمعنى الفاعل صفة لعِيسَى أو حالاً منه ، أي قائل الحق إذ قال : { إنِّي عَبْدُ الله ءاتانِي الكِتابَ إلى قوله : { أُبْعثُ حَيّاً } [ مريم : 30 33 ].

و { الَّذي فيهِ يمْتَرُونَ } صفة ثانية أو حال ثانية أو خبر ثان عن { عيسى ابنُ مريمَ } على ما يناسب الوجوه المتقدمة .

والامتراء : الشكّ ، أي الذي فيه يشكون ، أي يعتقدون اعتقاداً مَبناه الشك والخطأ ، فإن عاد الموصول إلى القول فالامتراء فيه هو الامتراء في صدقه ، وإن عاد إلى عيسى فالامتراء فيه هو الامتراء في صفاته بين رافع وخافض .

قراءة سورة مريم

المصدر : إعراب : ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون