إعراب الآية 49 من سورة الأنعام - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنعام : عدد الآيات 165 - - الصفحة 133 - الجزء 7.
(وَالَّذِينَ) الواو عاطفة، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ (كَذَّبُوا بِآياتِنا) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها.
(يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ) فعل مضارع ومفعوله وفاعله، والجملة خبر اسم الموصول (بِما) الباء حرف جر، ما مصدرية، وهي والفعل بعدها كانوا في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر أي بسبب فسقهم، وجملة (يَفْسُقُونَ) في محل نصب خبر كانوا.
والمسُّ حقيقته مباشرة الجسم باليد وهو مرادف اللمس والجسّ ، ويستعار لإصابة جسم جسماً آخر كما في هذه الآية .
وقد تقدّم في قوله تعالى : { ليَمَسَّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم } في سورة [ المائدة : 73 ]. ويستعار أيضاً للتَّكيّف بالأحوال كما يقال : به مسّ من الجنون . قال تعالى : { إنّ الذين اتَّقوا ءا مسَّهم طائف من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصرون } [ الأعراف : 201 ].
وجمع الضمائر العائدة إلى ( مَنْ ) مراعاة لمعناها ، وأمَّا إفراد فعل { آمن } و { أصلح } فلرعي لفظها .
والباء للسببية ، و ( ما ) مصدرية ، أي بسبب فسقهم . والفسق حقيقته الخروج عن حدّ الخير . وشاع استعماله في القرآن في معنى الكفر وتجاوز حدود الله تعالى . وتقدّم تفصيله عند قوله تعالى : { وما يضلّ به إلاّ الفاسقين } في سورة [ البقرة : 26 ].
وجيء بخبر ( كان ) جملة مضارعية للإشارة إلى أنّ فسقهم كان متجدّداً متكرّراً ، على أنّ الإتيان ب ( كان ) أيضاً للدلالة على الاستمرار لأنّ ( كان ) إذا لم يقصد بها انقضاء خبرها فيما مضى دلَّت على استمرار الخبر بالقرينة ، كقوله تعالى : { وكان الله غفوراً رحيما } [ النساء : 96 ].
المصدر : إعراب : والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون