القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 69 سورة غافر - ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون

سورة غافر الآية رقم 69 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 69 من سورة غافر - إعراب القرآن الكريم - سورة غافر : عدد الآيات 85 - - الصفحة 475 - الجزء 24.

﴿ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ ﴾
[ غافر: 69]

﴿ إعراب: ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ﴾

(أَلَمْ) الهمزة حرف استفهام وتقرير ولم حرف جازم (تَرَ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل مستتر والجملة مستأنفة (إِلَى الَّذِينَ) متعلقان بالفعل (يُجادِلُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة (فِي آياتِ) متعلقان بالفعل (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه (أَنَّى) اسم استفهام في محل نصب حال (يُصْرَفُونَ) مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل والجملة مستأنفة


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 69 - سورة غافر

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) بنيت هذه السورة على إبطال جدل الذين يجادلون في آيات الله جدال التكذيب والتورّك كما تقدم في أول السورة إذ كان من أولها قوله : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } [ غافر : 4 ] وتكرر ذلك خمس مرات فيها ، فنبه على إبطال جدالهم في مناسبات الإِبطال كلها إذ ابتدىء بإبطاله على الإِجمال عقب الآيات الثلاث من أولها بقوله : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } [ غافر : 4 ] ثم بإبطاله بقوله : { الذين يجادلون في ءايات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتاً عند الله } [ غافر : 35 ] ، ثم بقوله : { إنَّ الذين يُجادلُون في ءاياتت الله بِغَير سُلطاننٍ أتاهم إن في صُدُورهم إلاَّ كِبْرٌ } [ غافر : 56 ] ثم بقوله : { ألَمْ تَرَ إلى الَّذِين يجادلون في آياتِ الله أنَّى يُصْرَفُون } .

وذلك كله إيماء إلى أن الباعث لهم على المجادلة في آيات الله هو ما اشتمل عليه القرآن من إبطال الشرك فلذلك أعقب كل طريقة من طرائق إبطال شركهم بالإِنحاء على جدالهم في آيات الله ، فجملة { ألَمْ تَرَ إلى الَّذِين يجادلون في آياتِ الله } مستأنفة للتعجيب من حال انصرافهم عن التصديق بعد تلك الدلائل البيّنة . والاستفهام مستعمل في التقرير وهو منفي لفظاً ، والمراد به : التقرير على الإِثبات ، كما تَقدم غير مرة ، منها عند قوله : { قال أو لم تؤمن } في سورة [ البقرة : 260 ] .

والرؤية عِلمية ، وفعلها معلق عن العمل بالاستفهام ب { أنى يُصْرَفُونَ } ، و ( أنَّى ) بمعنى ( كيف ) ، وهي مستعملة في التعجيب مثل قوله : { أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر } [ آل عمران : 47 ] أي أرأيت عجيب انصرافهم عن التصديق بالقرآن بصارف غير بيّن منشَؤه ، ولذلك بني فعل { يصرفون } للنائب لأن سبب صرفهم عن الآيات ليس غير أنفسهم . ويجوز أن تكون ( أنَّى ) بمعنى ( أين ) ، أي أَلا تعجبُ من أين يصرفهم صارف عن الإِيمان حتى جادلوا في آيات الله مع أن شُبَه انصرافهم عن الإِيمان منتفية بما تكرر من دلائل الآفاق وأنفسِهم وبما شاهدوا من عاقبة الذين جادلوا في آيات الله ممن سبقهم ، وهذا كما يقول المتعجب من فعل أحد «أين يُذْهَب بك» .

وبناء فعل { يصرفون } للمجهول على هذا الوجه للتعجيب من الصارف الذي يصرفهم وهو غير كائن في مكان غير نفوسهم .

قراءة سورة غافر

المصدر : إعراب : ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون