إعراب الآية 81 من سورة النساء - إعراب القرآن الكريم - سورة النساء : عدد الآيات 176 - - الصفحة 91 - الجزء 5.
(وَيَقُولُونَ طاعَةٌ) طاعة خبر لمبتدأ محذوف تقدير: أمرنا طاعة والجملة الاسمية مقول القول (فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله إذا ظرف لما يستقبل من الزمن والجملة في محل جر بالإضافة.
(بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ) فعل ماض وفاعله وغير مفعوله والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة طائفة والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم (الَّذِي تَقُولُ) اسم الموصول في محل جر بالإضافة والجملة بعده صلة الموصول.
(وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ) ما اسم موصول مفعول به للفعل يكتب والجملة خبر المبتدأ اللّه والجملة الاسمية واللّه حالية يبيتون فعل مضارع والواو فاعله والجملة صلة الموصول (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) الفاء هي الفصيحة والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر غير جازم والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) عطف (وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) تقدم إعراب ما يشبهها في الآية السابقة.
ثم بَيَّن أنّهم لضعف نفوسهم لا يُعرضون جهراً بل يظهرون الطاعة ، فإذا أمرهم الرسول أو نهاهم يقولون له { طاعة } أي : أمْرُنا طاعةٌ ، وهي كلمة يدُلّون بها على الامتثال ، وربما يقال : سَمْعٌ وطاعة ، وهو مصدر مرفوع على أنّه خبر لمبتدإ محذوف ، أي أمرنا أو شأننا طاعة ، كما في قوله : { فصبرٌ جميل } [ يوسف : 18 ] . وليس هو نائباً عن المفعول المطلق ألآتي بدَلاً من الفعل الذي يُعَدل عن نصبه إلى الرفع للدلالة على الثبات مثل «قال سلام» ، إذ ليس المقصود هنا إحداثَ الطاعة وإنّما المقصود أنّنا سنُطيع ولا يكون منّا عصيان .
ومعنى { برزوا } خرجوا ، وأصل معنى البروز الظهور ، وشاع إطلاقه على الخروج مجازاً مرسلاً .
و { بيَّتَ } هنا بمعنى قدّر أمراً في السرّ وأضمره ، لأنّ أصل البيات هو فعل شيء في الليل ، والعرب تستعير ذلك إلى معنى الإسرار ، لأنّ الليل أكتم للسرّ ، ولذلك يقولون : هذا أمر قْضي بليل ، أي لم يطّلع عليه أحد ، وقال الحارث بن حلّزة :
أجمعوا أمرهم بليل فلمّا ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
وقال أبو سفيان : هذا أمر قضى بليل . وقال تعالى : { لنُبيِّتَنَّه وأهله } [ النمل : 49 ] أي : لنقتلنّهم ليلاً . وقال : { وهو معهم إذ يّبينون ما لا يَرضى من القول } [ النساء : 108 ] . وتاء المضارعة في { غير الذي تقول } للمؤنث الغائب ، وهو الطائفة ويجوز أن يراد خطاب النبي صلى الله عليه وسلم أي غير الذي تقول لهم أنت ، فيجيبون عنه بقولهم : طاعة . ومعنى { والله يكتب ما يبيّتون } التهديد بإعلامهم أنّه لن يفلتهم من عقابه ، فلا يغرنّهم تأخّر العذاب مدّة . وقد دلّ بصيغة المضارع في قوله : { يكتب } على تجدّد ذلك ، وأنّه لا يضاع منه شيء .
وقوله : { فأعرض عنهم } أمر بعدم الاكتراث بهم ، وأنّهم لا يُخشى خلافهم ، وأنّه يتوكلّ على الله { وكفى بالله وكيلاً } أي مُتوكَّلاً عليه ، ولا يَتوكّل على طاعة هؤلاء ولا يحزنه خلافهم .
وقرأ الجمهور { بيَّتَ طَائفة } بإظهار تاء ( بيَّتَ ) من طاء ( طائفة ) . وقرأه أبو عمرو ، وحمزة ، ويعقوب ، وخلف بإدغام التاء في الطاء تخفيفاً لقرب مخرجيهما .
المصدر : إعراب : ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول