إعراب الآية 88 من سورة القصص - إعراب القرآن الكريم - سورة القصص : عدد الآيات 88 - - الصفحة 396 - الجزء 20.
(وَلا) الواو حرف عطف (لا) ناهية (تَدْعُ) مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل مستتر (مَعَ) ظرف مكان (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه (إِلهاً) مفعول به (آخَرَ) صفة إلها والجملة معطوفة على ما قبلها.
(لا) نافية للجنس تعمل عمل إن (إِلهَ) اسم لا المبني على الفتح في محل نصب (إِلَّا) حرف حصر (هُوَ) بدل من الضمير المقدر المستكن في خبر لا المحذوف والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
(كُلُّ) مبتدأ (شَيْءٍ) مضاف إليه (هالِكٌ) خبر المبتدأ (إِلَّا) حرف استثناء (وَجْهَهُ) مستثنى بإلا والجملة مستأنفة لا محل لها.
(لَهُ) خبر مقدم (الْحُكْمُ) مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
(وَإِلَيْهِ) متعلقان بالفعل بعدهما (تُرْجَعُونَ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها بالواو.
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
هذا النهي موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر ، والمقصود به إبطال الشرك وإظهار ضلال أهله إذ يزعمون أنهم معترفون بإلهية الله تعالى وأنهم إنما اتخذوا له شركاء وشفعاء ، فبين لهم أن الله لا إله غيره ، وأن انفراده بالإلهية في نفس الأمر يقضي ببطلان الإشراك في الاعتقاد ولو أضعف إشراك ، فجملة { لا إله إلا هو } في معنى العلة للنهي الذي في الجملة قبلها .
وجملة { كل شيء هالك إلا وجهه } علة ثانية للنهي لأن هلاك الأشياء التي منها الأصنام وكلُّ ما عبد مع الله وأشرك به دليل على انتفاء الإلهية عنها لأن الإلهية تنافي الهلاك وهو العدم .
والوجه مستعمل في معنى الذات . والمعنى : كل موجود هالك إلا الله تعالى . والهلاك : الزوال والانعدام .
وجملة { له الحكم وإليه ترجعون } تذييل فلذلك كانت مفصولة عما قبلها . وتقديم المجرور باللام لإفادة الحصر ، والمحصور فيه هو الحكم الأتم ، أي الذي لا يرده راد .
والرجوع مستعمل في معنى : آخر الكون على وجه الاستعارة ، لأن حقيقته الانصراف إلى مكان قد فارقه فاستعمل في مصير الخلق وهو البعث بعد الموت؛ شبه برجوع صاحب المنزل إلى منزله ، ووجه الشبه هو الاستقرار والخلود فهو مراد منه طول الإقامة .
وتقديم المجرور ب ( إلى ) للاهتمام بالخبر لأن المشركين نفوا الرجوع من أصله ولم يقولوا بالشركة في ذلك حتى يكون التقديم للتخصيص .
والمقصود من تعدد هذه الجملة إثبات أن الله منفرد بالإلهية في ذاته وهو مدلول جملة { لا إله إلا هو } . وذلك أيضاً يدل على صفة القدم لأنه لما انتفى جنس الإلهية عن غيره تعالى تعين أنه لم يُوجده غيرُه فثبت له القدمُ الأزلي وأن الله تعالى باق لا يعتريه العدم لاستحالة عدم القديم ، وذلك مدلول { كل شيء هالك إلا وجهه } ، وأنه تعالى منفرد في أفعاله بالتصرف المطلق الذي لا يرده غيره فيتضمن ذلك إثبات الإرادة والقدرة . وفي كل هذا ردّ على المشركين الذين جوزوا شركته في الإلهية ، وأشركوا معه آلهتهم في التصرف بالشفاعة والغوث .
ثم أبطل إنكارهم البعث بقوله { وإليه ترجعون }
المصدر : إعراب : ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء