إعراب الآية 95 من سورة النحل - إعراب القرآن الكريم - سورة النحل : عدد الآيات 128 - - الصفحة 278 - الجزء 14.
(وَلا) لا ناهية (تَشْتَرُوا) مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة بالواو (بِعَهْدِ اللَّهِ) بعهد متعلقان بتشتروا ولفظ الجلالة مضاف إليه (ثَمَناً) مفعول به (قَلِيلًا) صفة (إن) حرف مشبه بالفعل (ما) اسمها (عِنْدَ اللَّهِ) ظرف متعلق بصلة محذوفة لفظ الجلالة مضاف إليه (هُوَ خَيْرٌ) مبتدأ وخبر والجملة خبر (لَكُمْ) متعلقان بخير (إِنْ) شرطية (كُنْتُمْ) كان واسمها وهو فعل الشرط لا محل له (تَعْلَمُونَ) مضارع والجملة خبر وجواب الشرط محذوف.
الثمن القليل هو ما يعدهم به المشركون إن رجعوا عن الإسلام من مال وهناء عيش .
وهذا نهي عن نقض عهد الإسلام لأجل ما فاتهم بدخولهم في الإسلام من منافع عند قوم الشّرك ، وبهذا الاعتبار عطفت هذه الجملة على جملة { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } [ سورة النحل : 91 ] وعلى جملة { وَلاَ تتخذوا أيمانكم دَخَلاً بَيْنَكُمْ } [ سورة النحل : 94 ] لأن كل جملة منها تلتفت إلى غرض خاص مما قد يبعث على النّقض .
والثّمن : العوض الذي يأخذه المعاوض . وتقدّم الكلام على نظير هذا عند قوله تعالى : { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإيّاي فاتّقون } في سورة البقرة ( 41 ). وذكرنا هناك أن { قليلاً } صفة كاشفة وليست مقيدة ، أي أن كل عوض يؤخذ عن نقض عهد الله هو عوض قليل ولو كان أعظم المكتسبات .
وجملة { إنما عند الله هو خير لكم } تعليل للنّهي باعتبار وصف عوض الاشتراء المنهي عنه بالقلّة ، فإن ما عند الله هو خير من كل ثمن وإن عظم قدره .
و«ما عند الله» هو ما ادّخره للمسلمين من خير في الدنيا وفي الآخرة ، كما سننبّه عليه عند قوله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } [ سورة النحل : 97 ] الآية؛ فخير الدنيا الموعود به أفضل مما يبذله لهم المشركون ، وخير الآخرة أعظم من الكلّ ، فالعندية هنا بمعنى الادِّخار لهم ، كما تقول : لك عندي كذا ، وليست عندية ملك الله تعالى كما في قوله : { وعنده مفاتح الغيب } [ سورة الأنعام : 59 ] وقوله { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } [ سورة الحجر : 21 ] وقوله : وما عند الله باق }.
و { إنما } هذه مركّبة من ( إن ) و ( مَا ) الموصولة ، فحقّها أن تكتب مفصولة ( ما ) عن ( إنّ ) لأنها ليست ( ما ) الكافّة ، ولكنها كتبت في المصحف موصولة اعتباراً لحالة النّطق ولم يكن وصل أمثالها مطّرداً في جميع المواضع من المصحف .
ومعنى { إن كنتم تعلمون } إن كنتم تعلمون حقيقة عواقب الأشياء ولا يغرّكم العاجل . وفيه حثّ لهم على التأمّل والعلم .
المصدر : إعراب : ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم