إعراب الآية 86 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 245 - الجزء 13.
(قَالَ) ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفةِ كافة ومكفوفةَ: (إنما أشْكُوا) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل مستتر تقديره (إنما أشكو بثي) مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والياء مضاف إليه والجملة في محل نصب مفعول به لقالَ (حُزْنِي) معطوف على بثي وإعرابه مثلهِ لَى اللَّهِ "لفظ الجلالة مجرور بإلى متعلقان بفعل أشكوَ أَعْلَمُ" مضارع مرفوع والجملة معطوفةِ: (منَ اللَّهِ) لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بأعلم" موصولية مفعول به: (تَعْلَمُونَ) لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة لا محل لها:
وفي جعلهم الغاية الحرض أو الهلاك تعريض بأنه يذكر أمراً لا طمع في تداركه ، فأجابهم بأن ذكره يوسف عليه السلام موجه إلى الله دْعاءً بأن يردّه عليه . فقوله : { يا أسفى على يوسف } تعريض بدعاء الله أن يزيل أسفه بردّ يوسف عليه السلام إليه لأنه كان يعلم أن يوسف لم يهلك ولكنه بأرض غربة مجهولة ، وعلم ذلك بوحي أو بفراسة صادقة وهي المسماة بالإلهام عند الصوفية .
فجملة { إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله } مفيدة قصر شكواه على التعلّق باسم الله ، أي يشكو إلى الله لا إلى نفسه ليجدد الحزن ، فصارت الشكوى بهذا القصد ضراعة وهي عبادة لأن الدعاء عبادة ، وصار ابييضاض عينيه الناشىء عن التذكر الناشىء عن الشكوى أثراً جسدياً ناشئاً عن عبادة مثل تفطّر أقدام النبي صلى الله عليه وسلم من قيام الليل .
والبَثّ : الهمّ الشديد ، وهو التفكير في الشيء المُسيء . والحزن : الأسف على فائت . فبينَ الهمّ والحزننِ العمومُ والخصوص الوجهي ، وقد اجتمعا ليعقوب عليه السلام لأنه كان مهتماً بالتفكير في مصير يوسف عليه السلام وما يعترضه من الكرب في غربته وكان آسفاً على فراقه .
وقد أعقب كلامه بقوله : { وأعلم من الله ما لا تعلمون } لينبّههم إلى قصور عقولهم عن إدراك المقاصد العَالية ليعلموا أنهم دون مرتبة أن يعلّموه أو يلوموه ، أي أنا أعلم علماً من عند الله علّمنيه لا تعلمونه وهو علم النبوءة . وقد تقدم نظير هذه الجملة في قصة نوح عليه السلام من سورة الأعراف فهي من كلام النبوءة الأولى . وحكي مثلها عن شعيب عليه السلام في سورة الشعراء .
وفي هذا تعريض برد تعرضهم بأنه يطمع في المحال بأن ما يحسبونه محالاً سيقع .
المصدر : إعراب : قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا